الأربعاء، 25 يونيو 2008

موعد وباقة ورد !!

موعد وباقة ورد !!

أنا لا اكتب قصص
ولكن هذه الحروف ومعها تلك الفكرة الغريبة
غزتني منذ سنوات وكل مرة أعيد كتابتها من جديد
عّْلي أتخلص منها ويقرأها أحد..
سأكتبها رغم أنها لا تعني لي شيئا..
ربما تكون روحا تقمصتني كي اكتبها وقتها
............... ............... ............

حديقة ملئت بالتماثيل الإغريقية..
جلست الحبيبة منتظرة على مقاعد عتيقة..
وعيناها من الشوق لا تبرحان بوابة الحديقة...
سيدخل الآن سأضمه لصدري وأغمره بباقة الورد..
طالت الساعات..تثاءب الصبر ..فاض الوجد..
مازالت البوابة خالية من أثره..
برد قارص يجلد التماثيل المنتشرة في أرجاء المكان
لتبعث صوتا أشبه بالصفير ..
بدأ الخوف يدب في نفسها..
تتلفت لا ترى إلا أعين التماثيل الساخرة..
تغني تحاول إخماد صمت الحديقة المزعجة..
تضرب الرياح بكلتا يديها كأم ثكلى فقدت أولادها
أو روح غاضبة ثائرة...
لماذا لم يأت بعد ألم يشتاق إلي
..لقد وعدني أن يأتي...صوت خافت لا يعلم أين مصدره؟؟
سيدتي باب الحديقة سيغلق بعد لحظات قليلة...
اختاري إما الرحيل أو الانتظار؟؟
- سأنتظره..
- لكن إذا حُجِبت الغيوم عن ضوء القمر ستتحولين إلى حجر..
(صوت واحد)- سأنتظره سيأتي بلا شك هذا سبب وجودي هنا..
(عشرات الأصوات)- ستتحولين إلى حجر...
(صوت واحد)-هناك أمل.

غضبت الرياح .. دفعت قطع الغيوم لتحجب ضوء القمر.
بدأت اللعنة تتحقق..
تحجرت قدماها..
نظراتها ساهمة تتركز صوب البوابة سيأتي هناك أمل..
تغلق البوابة مصدرة صرير أشبه ببوابة القبور..
وصل التحجّر يديها تسقط باقة الورد..
لكنه سيأتي هناك أمل..
حجبت الغيوم شعاع القمر بالكامل..
لقد سكت الصوت..ولف الصمت مرة أخرى وجه الحديقة...
صوت البوابة يفتح من جديد ببطء ..
أتت نسمات باردة رقيقة لتسمح بضوء القمر أن يتسلل المكان..
دخل يبحث في المقاعد ..
إنها خاوية أين هي ؟ دوما تتأخر ؟
مستندا إلى تمثالها المتحجر..
-يرقبُ ساعته بتأفف - الوقت متأخر
ثم لمح إلى تمثالها متعجبا ويضحك :
انه يشبهها كثيرا سوف أخبرها بأنها تشبه أحد التماثيل البائسة هنا!!
لا بد أن أذهب لقد أضاعت لي وقتي..
مغلقا وراءه البوابة.

باقة ورد تتدحرج في الحديقة .....!!!

هناك تعليق واحد:

أبو سلـمــان يقول...

أميره
كنت متجلدا مع تلك التماثيل

أرقب كل لحظة

قصة يتضح أنك استغرقتِ في تصويرها أيما استغراق

حقيقة
من أجمل ماقرأت لك

استمري في اسلوب السرد القصصي فأنت تملكين مفاتحه
ثقي بي


أبو سلمان